بِکَلَامٍ لَوَ اَنَّ لِلدَّهرِ سَمعاً

مَالَ مِن حُسنِهِ اِلی الإِصفَاءِ

اِذا لَم یُعِن قَولَ النَّصِیحِ قَبُولُ

فَاِنَّ تَعَارِیضَ الکَلَامِ فُضُولُ

اَتَرجُو اَن تَسُودَ وَ لَستَ تُغِنی

وَ کَیفَ یَسُودُ ذُو الدَّعَهِ البَخِیلُ

وَ اِنَّ الظُّلمَ مِن کُلٍّ قَبِیحٌ

وَ أَقبَحُ ما یَکُونُ مِنَ النَّبِیِه

لَعَلَّ عَتبَکَ مَحمُودٌ عَوَاقِبُهُ

وَ رَبُّما صَحَّتِ الاَأجسامُ بِالعِلَلِ

فَالشَّمسُ طَالِعَهٌ فِی حُکمِ غَارِبَهٍ

وَالرَّأدُ فِی مُستَثارِ النَّفعِ کَالطِّفلِ

مَضَی بِهَامَا مَضَی مِن عَقل شَارِبها

وَ فِی الزُّجَاجَهِ بَاقِ یَطلُبُ الباقِی

وَ مُقَرطَقٍ نَفَثاتُ سِحرِ لِحَاظِهِ

اَعیَینَ کُلَّ مُعَزِّمٍ وَ طَبیبِ

اَخلاقُهُ یُطمِعَنَ فِیهِ وَ صَونُهُ

یُغنیهِ عَن مُتَحَفِّظٍ وَ رَقیب

لا یَبرَحُ الدَّهرُ تَأتِینَا عَجَائِبُهُ

مِن رَائِحٍ غَیرِ مُعتَادٍ وَ مُبتَکِر

رُضابُهُ الشَّهدُ لکِن عَزَّ مَوردُهُ

وَ خَدُّهُ الوَردُ لکِن جَلَّ مَجناهُ

وَ عَاجِزُ الرَّایِ مِضیَاعٌ لِفُرصَتِهِ

حَتّی إِذَا فَاتَ أَمرٌ عاتَبَ القَدَرا

وَ ما لِعِضَادَاتِ العُرُوشِ بَقِیّهٌ

اِذَا استُلَّ مِن تَحتِ العُرُوشِ الدَّعائِمُ

فَأَخلاقُهُم بِالمُخزِیَاتِ رَهائِنٌ

وَ اَعرَاضُهُم لِلمُردیاتِ حَصائِدُ

تَقَهقَرُ عَن نَیلِ المَعالِی خُطَاهُمُ

فَسِیَّانِ سَاعٍ لِلمَعالِی وَ قَاعِدُ

اِنَّ ابنَ آوی لَشَدِیدُ المُقتَنَص

وَ هُوَ اِذا مَا صیدَ رِیحٌ فی قَفَص

جَناحِیَ اِن رُمتُ النُّهُوضَ مَهِیضُ

وَ حَبَّهُ قَلبی لِلهُمُومِ مَغِیضُ

فَلَو اَنَّ مَا بِی بِالحَدِیدِ اَذابَهُ

وَ بِالصَّخرِ عَادَ الصَّخرُ وَ هُوَ رَضِیضُ

أَحیاکُمُ اللهُ وَ حَیَّاکُمُ

وَ لَاَعَدَا الوَابِلُ مَغَناکُمُ

فَمَا رَاَینَا بَعدَکُم مَنظَراً

مُستَحسَنا إِلَّا ذَکَرناکُمُ

تَأَزَّرَ فِیهِ النَّبتُ حَتّی تَخایَلَت

رُباه وَ حَتّی مَا تَری الشّاءُ نُوَّمَا

هَذَا ابنُ خَیرِ مُلُوکِ الأَرضِ قاطِبَهً

فَاِن حَسِبتَ مَقالِی مُوهِماً فَسَلِ

فَلَا الجُودُ یُفنِی المَالَ وَ الجَدُّ مُقبِلٌ

وَ لَا البُخلُ یُبقِی المَالَ وَ الجَدُّ مُدبِرُ

جَامِل عَدُوَّکَ مَا استَطَعتَ فَاِنَّهُ

جَامِل عَدُوَّکَ مَا استَطَعتَ فَاِنَّهُ