فَکُلُّ مَنْ فی فُؤادِه وَجَعٌ

یَطْلُبُ شیئاً یُوافِقُ الوَجَعا

لحَا اللّهُ ذِی الدُّنیا مناخاً لِراکبٍ

فکلُّ بَعیدِ الْهَمِّ فیهَا مُعَذَّبُ

العجزُ عَنْ درکِ الإدراکِ إدراکٌ

والوقفُ فی طُرقِ الأخیار إشراکُ

هذَا الّذی تَعْرِفُ البَطْحاءُ وَطْأَتَهُ

والبیتُ یعرِفُه و الحِلُّ وَالْحَرَمُ

هذَا بنُ خیرِ عبادِ اللّه کُلِّهُمُ

هذَا التّقیُّ النّقیُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ

هذَا ابنُ فاطمةِ الزّهراءِ، وَیْحَکُمُ

[...]

فَلا تَحْقِرَنْ نَفْسی و أَنْتَ حَبیبُها

فکُلُّ امرءٍ یَصْبُوا إلی مَنْ یُجانِسُ

وَأَشَدُّ مِنْ مَرَضی عَلَیَّ صُدُودُکم

و صُدودُ عَبْدِکُمُ عَلیَّ شَدیدُ

مالی مَرَضْتُ فَلَمْ یَعُدْنی عائدٌ

مِنْکُمْ ویَمْرَضٌ عَبْدُکم فأعودُ

شَرِبتُ الرّاحَ کَأْساً بَعْدَ کأسٍ

فما نَفِدَ الشَّرابُ وَما رَوِیتُ

إذا طَلَعَ الصَّباحُ بِنَجْمِ راحٍ

تَساوی فیه سَکْرانُ وَصاحِ

غِبْتُ عَنّی فَما اُحِسُّ بِنَفْسی

وَتَلاشَتْ صِفَاتِیَ الموصوفة

فأنا الیومَ غائبٌ عَنْ جَمیعٍ

لیسَ الّا العِبارةُ الْمَلْهُوفة

مَنَّنْتَنی الإحْسانَ دَعْ إحْسانَک

اُترُکْ بِخَشْوِ اللّهِ باذَنْجانَک

ذَهَبٌ أیْنَما ذَهَبْنا و دُرٌّ

حیثُ دُرْنا، وَفِضَّةٌ فی الفَضاءِ

فَنَیْتُ فنائی بفَقدِ هوائی

فصارَ هَوائی فی الامورِ هَواک

وَطاحَ مقامی و الرُّسومُ کِلاهُما

فلستُ أری فِی الوَقْتِ قُرباً و لابُعدا

فَنَیْتُ به عَنّی فَنازَلَنی بِه

فهذا ظهورُ الْحَقِّ عند الفَنا قَصْدا

لاکُنْتُ إنْ کُنْتُ أدری

کَیْفَ السَّبیلُ اِلَیْک

أفْنَیتَنی عَنْ جَمیعی

فَصِرتُ ابکی علیک

فَفی فَنائی فَنا فنائی

و فی فنائی وجَدتُ أنتَ

مَحَوْتَ رَسْمی و رَسْمَ جسْمی

سألتَ عنّی فقُلتُ انتَ

تقشّعَ غَیْمُ الهَجْرِ عَنْ قَمرِ الحُبِّ

وأسْفَرَ نُورُ الصُّبْحِ عَنْ ظلمةِ العَنْبِ

ولی فُؤادٌ و أنْت مالِکُهُ

بلا شریکٍ فَکَیْفَ یَنْقَسِمُ

مَنْ لَمْ یَکُنْ بِکَ فانِیاً عَنْ نَفسِه

و عَنِ الْهَوی و الأُنْسِ بِالأحبابِ

فکأنَّه بینَ المراتبِ واقِفٌ

لِمَنالِ حَظٍّ أو لِحُسْنِ مآبِ

قد تَحَقَّقْتَ بسِرّی فَتَناجاکَ لِسانی

وَاجْتَمَعْنا لمعانٍ وَافْتَرَقنا لِمعانی

فَلَئِنْ غیّبکَ التّعظیمُ عَنْ لحظِ عیانی

فَلقَدْ صَیَّرکَ الوجدُ من الاحشاءِ دانی